كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


6845 - ‏(‏كان قميصه فوق الكعبين‏)‏ أي إلى أنصاف ساقيه كما في رواية ‏(‏وكان كمه مع الأصابع‏)‏ أي مساوياً لا يزيد ولا ينقص عنها قال ابن القيم‏:‏ وأما هذه الأكمام التي كالأخراج فلم يلبسها هو ولا صحبه البتة بل هي مخالفة لسنته وفي جوازها نظر ‏[‏ص 174‏]‏ لأنها من جنس الخيلاء وقال بعض الشافعية‏:‏ متى زاد على ما ذكر لكل ما قدروه في غير ذلك بقصد الخيلاء حرم بل فسق وإلا كره إلا لعذر كأن يميز العلماء بشعار يخالف ذلك فلبسه بقصد أن يعرف فيسأل أو ليمتثل أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر‏.‏

- ‏(‏ك عن ابن عباس‏)‏‏.‏

6846 - ‏(‏كان كم قميصه إلى الرسغ‏)‏ بضم فسكون مفصل ما بين الكف والساعد وروي بسين وبصاد وجمع بين هذا الخبر وما قبله بأن ذا كان يلبسه في الحضر وذاك في السفر وحكمة الاقتصار على ذلك أنه متى جاوز اليد شق على لابسه ومنعه سرعة الحركة والبطش ومتى قصر عن ذلك تأذى الساعد ببروزه للحر والبرد فكان الاقتصار على ما ذكر وسطاً فينبغي التأسي به ويجري ذلك في أكمامنا وخير الأمور أوسطها‏.‏

- ‏(‏د ت عن أسماء بنت يزيد‏)‏ بن السكن قال الترمذي‏:‏ حسن غريب اهـ‏.‏ رمز لحسنه وفيه شهر بن حوشب قال الحافظ العراقي‏:‏ مختلف فيه وجزم غيره بضعفه‏.‏

6847 - ‏(‏كان كثيراً ما يقبل عرف‏)‏ ابنته ‏(‏فاطمة‏)‏ الزهراء وكان كثيراً ما يقبلها في فمها أيضاً زاد أبو داود بسند ضعيف ويمص لسانها، والعرف بالضم أعلى الرأس مأخوذ من عرف الديك وهو اللحمة مستطيلة في أعلى رأسه وعرف الفرس الشعر النابت في محدب رقبته‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن عائشة‏)‏‏.‏

6848 - ‏(‏كان له برد‏)‏ بضم فسكون زاد في رواية أخضر ‏(‏يلبسه في العيدين والجمعة‏)‏ وكان يتجمل للوفود أيضاً قال الغزالي‏:‏ وهذا كان منه عبادة لأنه مأمور بدعوة الخلق وترغيبهم في الاتباع واستمالة قلوبهم ولو سقط عن أعينهم لم يرغبوا في اتباعه فكان يجب عليه أن ينظره لهم محاسن أحواله لئلا تزدريه أعينهم فإن أعين العوام تمتد إلى الظاهر دون السرائر وأخذ منه الإمام الرافعي أنه يسن للإمام يوم الجمعة أن يزيد في حسن الهيئة واللباس ويتعمم ويرتدي وأيده ابن حجر بخبر الطبراني عن عائشة كان له ثوبان يلبسهما في الجمعة فإذا انصرف طويناهما إلى مثله‏.‏

ذكر الواقدي أن طول ردائه كان ستة أذرع في عرض ثلاثة وطول إزاره أربعة أذرع وشبرين لا ذراعين وشبر وأنه كان يلبسهما في الجمعة والعيدين وفي شرح الأحكام لابن بزيزة ذرع الرداء الذي ذكره الواقدي في ذرع الإزار قال الحافظ في الفتح‏:‏ والأول أولى‏.‏

- ‏(‏هق عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه ورواه عنه أيضاً ابن خزيمة في صحيحه لكن بدون ذكر الأخضر‏.‏

6849 - ‏(‏كان له جفنة‏)‏ بضم الجيم وفتحها ‏(‏لها أربع حلق‏)‏ ليحملها منها أربعة رجال وكانت معدة للأضياف وهذا يدل على مزيد إكرامه للأضياف وسعة إطعامه‏.‏

- ‏(‏طب عن عبد اللّه بن بسر‏)‏ بضم الباء وسكون المهملة‏.‏

6850 - ‏(‏كان له حربة‏)‏ بفتح فسكون رمح قصير تشبه العكاز ‏(‏يمشي بها بين يديه‏)‏ على الأعناق ‏(‏فإذا صلى ركزها بين يديه‏)‏ فيتخذها سترة يصلي إليها إذا كان في عير بناء وكان يمشي بها أحياناً وكان له حراب غيرها أيضاً‏.‏

- ‏(‏طب عن عصمة‏)‏ بكسر المهملة الأولى وسكون الثانية ‏(‏ابن مالك‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الحافظ الهيثمي وغيره‏:‏ ضعيف هكذا جزم به ولم يوجهه‏.‏

6851 - ‏(‏كان له حمار اسمه عفير‏)‏ بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون التحتية بعدها راء تصغير أعفر خرجوه عن بناء ‏[‏ص 175‏]‏ أصله كسويد تصغير أسود من العفرة وهي حمرة يخالطها بياض ذكره جمع ووهموا عياضاً في ضبطه بغين معجمة قال ابن حجر‏:‏ وهو غير الحمار الآخر الذي يقال له يعفور وزعم ابن عبدوس أنهما واحد رده الدمياطي فقال‏:‏ عفير أهداه له المقوقس ويعفور أهداه فروة بن عمرو وقيل بالعكس ويعفور بسكون المهملة وضم الفاء اسم ولد الظبي كأنه سمي به لسرعته قال الواقدي‏:‏ نعق يعفور منصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من حجة الوداع وقيل طرح نفسه في بئر يوم مات المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قال الزمخشري‏:‏ وإنما سمي به لعفرة لونه والعفرة بياض غير ناصع كلون عفر الأرض أي وجهها قال‏:‏ ويجوز كونه سمي به تشبيهاً في عدوه باليعفور وهو الظبي اهـ‏.‏ وقال ابن القيم‏:‏ كان أشهب أهداه له المقوقس ملك القبط وآخر أهداه له فروة الجذامي اهـ‏.‏

- ‏(‏حم عن علي‏)‏ أمير المؤمنين ‏(‏طب‏)‏ وكذا في الأوسط ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ رمز المصنف لحسنه وهو كما قال فقد قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن‏.‏

6853 - ‏(‏كان له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء‏)‏ وفي لفظ بعد وضوئه وحينئذ فلا يكره التنشف بل لا بأس به وعليه جمع وذهب آخرون إلى كراهته لأن ميمونة أتته بمنديل فرده ولما أخرجه الترمذي عن الزهري أن ماء الوضوء يوزن وأجاب الأولون بأنها واقعة حال يتطرق إليها الاحتمال وبأنه إنما رده مخافة مصيره عادة ويمنع دلالته على الكراهة فإنه لولا أنه كان يتنشف لما أتته به وإنما رده لعذر كاستعجال أو لشيء رآه فيه أو لوسخ أو تعسف ريح وفي هذا الحديث إشعار بأنه كان لا ينفض ماء الوضوء عن أعضائه وفيه حديث ضعيف أورده الرافعي وغيره ولفظه لا تنفضوا أيديكم في الوضوء كأنها مراوح الشيطان قال ابن الصلاح وتبعه النووي‏:‏ لم أجده وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء وابن أبي حاتم في العلل‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في الطهارة ‏(‏ك‏)‏ كلاهما ‏(‏عن عائشة‏)‏ ظاهره أن مخرجه الترمذي خرجه وأقره والأمر بخلافه فإنه قال عقبه‏:‏ ليس بالقائم ولا يصح عن النبي فيه شيء وفيه أبو معاذ سليمان بن أرقم ضعيف عندهم وقد رخص قوم من أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء وقال يحيى‏:‏ أبو معاذ هذا لا يساوي فلساً والبخاري‏:‏ منكر الحديث والرازي‏:‏ صالح لا يعقل ما يحدث به والنسائي‏:‏ متروك وابن حبان‏:‏ يروي الموضوعات وينفرد بالمعضلات لا يجوز الاحتجاج به وممن جزم بضعف الحديث البغوي والدارقطني وابن القيم وقال ابن حجر في تخريج الهداية‏:‏ سنده ضعيف‏.‏

6853 - ‏(‏كان له سكة‏)‏ بضم السين وشد الكاف طيب يتخذ من الرامك بكسر الميم وتفتح شيء أسود يخلط بمسك ويفرك ويقرص ويترك يومين ثم ينظم في خيط وكلما عتق عبق كذا في القاموس‏.‏ وقال في المطامح‏:‏ وعاء يجعل فيه الطيب كما قال ‏(‏يتطيب منها‏)‏ واحتمال أنها قطعة من السك وهو طيب مجتمع من أخلاط بعيد‏.‏

- ‏(‏د‏)‏ في الترجل ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك رمز المصنف لحسنه ورواه الترمذي عنه في الشمائل‏.‏

6854 - ‏(‏كان له سيف محلى قائمته من فضة ونعله من فضة‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ هي الحديدة التي في أسفل قرابه قال‏:‏ * إلى ملك لا ينصف الساق نعله * ‏(‏وفيه حلق من فضة وكان يسمى ذا الفقار‏)‏ سمي به لأنه كان فيه حفر متساوية وهو الذي رأى فيه الرؤيا ودخل به يوم فتح مكة وكانت أسيافه سبعة هذا ألزمها له، وقال الزمخشري‏:‏ سمي ذا الفقار لأنه كانت في إحدى شفرتيه حزوز سميت بفقار الظهر وكان هذا السيف لمنبه بن الحجاج أو منبه بن وهب أو ‏[‏ص 176‏]‏ العاص بن منبه أو الحجاج بن عكاظ أو غيرهم ثم صار عند الخلفاء العباسيين‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ دخلت على الرشيد فقال‏:‏ أريكم سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذا الفقار قلنا‏:‏ نعم فجاء به فما رأيت سيفاً أحسن منه إذا نصب لم ير فيه شيء وإذا بطح عد فيه سبع فقر وإذا صفيحته يمانية يحار الطرف فيه من حسنه وقال قاسم في الدلائل‏:‏ إن ذلك كان يرى في رونقه شبيهاً بفقار الحية فإذا التمس لم يوجد ‏(‏وكان له قوس تسمى‏)‏ بمثناة فوقية وسكون السين بضبط المصنف وكذا ما يأتي ‏(‏ذا السداد‏)‏ قال ابن القيم‏:‏ وكان له قسي هذا أحدها ‏(‏وكان له كنانة تسمى ذا الجمع‏)‏ بضم الجيم بضبط المصنف الكنانة بكسر الكاف جعبة السهام وبها سميت القبيلة ‏(‏وكان له درع‏)‏ بكسر الدال وسكون الراء المهملتين ‏(‏موشحة بنحاس تسمى ذات الفضول‏)‏ وهي التي رهنها عند أبي الشحم اليهودي وكان له سبعة دروع هذه أحدها ‏(‏وكان له حربة تسمى النبعاء‏)‏ بنون مفتوحة فموحدة ساكنة فعين مهملة وقيل بباء موحدة ثم نون ساكنة فعين مهملة شجر يتخذ القسي منه قال ابن القيم‏:‏ وكان له حربة أخرى كبيرة تدعى البيضاء ‏(‏وكان له مجن‏)‏ بكسر الميم ترس سمي به لأن صاحبه يستتر به وجمعه مجان ككتاب ‏(‏يسمى الذقن وكان له فرس أشقر يسمى المرتجز‏)‏ لحسن صهيله ذكره الزمخشري قال النووي في التهذيب‏:‏ وهو الذي اشتراه من الأعرابي الذي شهد عليه خزيمة بن ثابت ‏(‏وكان له فرس أدهم‏)‏ أي أسود ‏(‏يسمى السكب‏)‏ بفتح فسكون قال الزمخشري‏:‏ سمي به لأنه كثير الجري وأصل السكب الصب فاستعير لشدة الجري وقيل هو بالتحريك سمي بالسكب وهو شقائق النعمان قال الشاعر‏:‏ *كالسكب المحمر فوق الرابية* وقيل بالتخفيف لكثرة سائله وهو ذنبه قيل وهذا أول فرس ملكه كما في تهذيب النووي قال‏:‏ كان أغر محجلاً طلق اليمين وهو أول فرس غزا عليه ‏(‏وكان له سرح يسمى الداج وكان له بغلة شهباء تسمى دلدل‏)‏ بضم الدالين المهملتين أهداها له يوحنا ملك أيلة وظاهر البخاري أنه أهداها له في غزوة حنين وقد كانت هذه البغلة عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل ذلك قال القاضي‏:‏ ولم يرو أنه كانت له بغلة غيرها ذكره النووي وتعقبه الجلال البلقيني بأن البغلة التي كان عليها يوم حنين غير هذه ففي مسلم أنه كان على بغلة بيضاء أهداها له الجذامي قال‏:‏ وفيما قاله القاضي نظر فقد قيل كان له دلدل وفضة وهي التي أهداها ابن العلماء والأيلية وبغلة أهداها له كسرى وأخرى من دومة الجندل وأخرى من النجاشي كذا في سيرة مغلطاي وفي الهدي كان له من البغال دلدل وكانت شهباء أهداها له المقوقس وأخرى اسمها فضة أهداها له صاحب دومة الجندل ‏(‏وكانت له ناقة تسمى القصواء‏)‏ بفتح القاف والمد وقيل بضمها والقصواء قبل وهي التي هاجر عليها والقصواء الناقة التي قطع طرف أذنها وكل ما قطع من الأذن فهو جذع فإذا بلغ الربع فهي قصوى فإذا جاوز فهو عضب فإذا استوصلت فهو صلم قال ابن الأثير‏:‏ ولم تكن ناقة النبي صلى اللّه عليه وسلم قصوى وإنما هو لقب لها لقيت به لأنها كانت غاية في الجري وآخر كل شيء أقصاه وجاء في خبر أن له ناقة تسمى العضباء وناقة تسمى الجذعاء فيحتمل أن كل واحدة صفة ناقة مفردة ويحتمل كون الكل صفة ناقة واحدة فيسمى كل واحد منهم بما يخيل فيها ‏(‏وكان له حمار يسمى يعفور وكان له بساط‏)‏ كذا بخط المصنف فما في نسخ من أنه فسطاط تصحيف عليه ‏[‏ص 177‏]‏ ‏(‏يسمى الكز‏)‏ بزاي معجمة بضبط المصنف ‏(‏وكان له عنزة‏)‏ بالتحريك حربة ‏(‏تسمى النمر وكان له ركوة تسمى الصادر‏)‏ سميت به لأنه يصدر عنها بالري ذكره ابن الأثير ‏(‏وكان له مرآة تسمى المدلة وكان له مقراض‏)‏ بكسر الميم وهو المسمى الآن بالمقص ‏(‏يسمى الجامع وكان له قضيب‏)‏ فعيل بمعنى مفعول أي غصن مقطوع من شجرة ‏(‏شوحظ يسمى الممشوق‏)‏ قيل وهو الذي كان الخلفاء يتداولونه قال ابن أبي خثيمة في تاريخه‏:‏ أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم أحد من سلاح بني قينقاع ثلاثة قسى قوس اسمها الروحاء وقوس شوحظ تسمى البيضاء وقوس تسمى الصفراء‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ من حديث عثمان بن عبد الرحمن عن علي بن عروة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء وعمرو بن دينار ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عليّ بن عروة وهو متروك وقال شيخه الزين العراقي‏:‏ فيه عليّ بن عروة الدمشقي نسب إلى وضع الحديث وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال‏:‏ موضوع عبد الملك وعلي وعثمان متروكون اهـ‏.‏ ونوزع في عبد الملك بأن الجماعة إلا البخاري رووا له‏.‏

6855 - ‏(‏كان له فرس يقال له اللحيف‏)‏ بحاء مهملة كرغيف وقيل بالتصغير سمي به لطول ذنبه فعيل بمعنى فاعل كأنه يلحف الأرض بذنبه وقيل هو بخاء معجمة وقيل بجيم‏.‏

- ‏(‏خ عن سهل بن سعد‏)‏ الساعدي قال‏:‏ كان النبي صلى اللّه عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له اللحيف وعند ابن الجوزي بالنون بدل اللام من النحافة وذكر الواقدي أنه أهداه له سعد بن البراء وقيل ربيعة بن البراء‏.‏

6856 - ‏(‏كان له فرس يقال له الظرب‏)‏ بفتح المعجمة وكسر الراء فموحدة ‏(‏وآخر يقال له اللزاز‏)‏ بكسر اللام وبزايين لتلززه واجتماع خلقه وبالشيء لزق كأنه يلتزق بالمطلوبات لسرعته وجملة أفراسه سبعة متفق عليها جمعها ابن جماعة في بيت فقال‏:‏

والخيل سكب لحيف ظرب * لزاز مرتجز وردلها أسوار

وقيل كانت له أفراس أخر خمسة عشر‏.‏

- ‏(‏هق عنه‏)‏ أي عن سهل رمز المصنف لصحته‏.‏

6857 - ‏(‏كانت له قدح قوارير‏)‏ أي زجاج وهو بالتحريك واحد الأقداح التي للشرب قال في المشارق‏:‏ إناء يسع ما يروي رجلين وثلاثة وقال ابن الأثير‏:‏ هو إناء بين إناءين لا صغير ولا كبير وقد يوصف بأحدهما ‏(‏يشرب فيه‏)‏ أهداه إليه النجاشي وكان له قدح آخر يسمى الريان ويسمى مغيثاً وآخر مضبباً بسلسلة من فضة‏.‏

- ‏(‏ه عن ابن عباس‏)‏‏.‏

6858 - ‏(‏كان له قدح من عيدان‏)‏ بفتح العين المهملة وسكون التحتية ودال مهملة جمع عيدانة وهي النخلة السحوق المتجردة والمراد هنا نوع من الخشب وكان يجعل ‏(‏تحت سريره‏)‏ أي موضوع تحت سريره قال ابن القيم‏:‏ وكان يسمى الصادر قال الراغب‏:‏ والسرير مأخوذ من السرور لأنه في الغالب لأولي النعمة قال‏:‏ وسرير الميت تشبيه به في الصورة وللتفاؤل بالسرور ‏(‏يبول فيه بالليل‏)‏ تمامه كما عند الطبراني بسند قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح فقام وطلبه فلم يجده فسأل فقالوا‏:‏ شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال‏:‏ لقد احتظرت من النار بحظار اهـ‏.‏ قيل وذا الخبر لا يعارضه خبر الطبراني أيضاً في الأوسط بإسناد قال الولي العراقي‏:‏ جيد لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه بول لأن المراد بانقاعه طول مكثه وما في الإناء لا يطول مكثه بل تريقه الخدم عن قرب ثم يعاد تحت السرير لما يحدث والظاهر كما قاله الولي العراقي أن هذا كان قبل اتخاذ الكنف في البيوت فإنه لا يمكنه التباعد ‏[‏ص 178‏]‏ بالليل للمشقة أما بعد اتخاذها فكان يقضي حاجته فيها ليلاً ونهاراً وأخذ من تخصيص البول أنه كان لا يفعل الغائط فيه لغلظه بالنسبة للبول ولكثافته وكراهة ريحه، والليل أنه كان لا يبول فيه نهاراً وفيه حل اتخاذ السرير وأنه لا ينافي التواضع لمسيس الحاجة إليه سيما الحجاز لحرارته وحل القدح من خشب النخل ولا ينافيه ما مر من حديث أكرموا عمتكم النخلة لأن المراد بإكرامها سقيها وتلقيحها كما تقدم فإذا انفصل منها شيء وعمل إناء أو غيره زال عنه اسم النخلة فلم يؤمر بإكرامه وأما الجواب بأن بوله فيه ليس إهانة بل تشريفاً فغير قويم لاقتضائه اختصاص الجواز به ولا كذلك وفيه حل البول في إناء في البيت الذي هو فيه ليلاً بلا كراهة حيث لم يطل مكثه فيه كما تقرر أما نهاراً فهو خلاف الأولى حيث لا عذر لأن الليل محل الأعذار بخلاف النهار وبول الرجل بقرب أهل بيته للحاجة قيل وحل الاستنجاء بغير ماء إذ لو استنجى به في القدح لعاد رشاشه عليه وقطع النخل للحاجة انتهى‏.‏ وهما ممنوعان أما الأول فلوضوح جواز كونه استنجى بالماء خارج القدح في إناء آخر أو في أرض ترابية ونحوها وأما الثاني فلا يلزم كون القدح إنما يصنع من نخل مقطوع بل المتبادر أنه من الساقط لنحو هبوب ريح أو ضعف وفيه مشروعية الصناعات ونحو ذلك مما لا يتم المعاش إلا به ‏.‏

قال ابن قتيبة‏:‏ كان سريره خشبات مشدودة بالليف بيعت في زمن بني أمية فاشتراها رجل بأربعة آلاف درهم‏.‏

- ‏(‏د ن‏)‏ في الطهارة ‏(‏ك‏)‏ وصححه وكذا ابن حبان في صحيحه كلهم من حديث ابن جريج عن حكيمة ‏(‏عن‏)‏ أمها ‏(‏أميمة بنت رقيقة‏)‏ وحكيمة وأميمة ورقيقة بضم أولهن وفتح ثانيهن وتخفيفهن ورقيقة بقافين بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى أخت خديجة أم المؤمنين وقيل بنت أبي ضبعي بن هاشم بن عبد مناف أم مخرمة بن نوفل وأميمة بنتها نسبت هنا إلى أمها واسم أبيها عبد وقيل عبد اللّه بن بجار بباء موحدة مكسورة ثم جيم قرشية تميمية ويقال أمية بنت أبي النجار بنون وجيم وراء وقيل هما اثنتان قال عبد الحق عن الدارقطني‏:‏ هذا هو الحديث ملحق بالصحيح جار مجرى مصححات الشيخين وتعقبه ابن القطان بأن الدارقطني لم يقض فيه بصحة ولا ضعف والخبر متوقف الصحة على العلم بحال الراوية فإن ثبتت ثقتها صحت روايتها وهي لم تثبت انتهى وفي اقتفاء السنن هذا الحديث لم يضعفوه وهو ضعيف ففيه حكيمة وفيها جهالة فإنه لم يرو عنها إلا ابن جريج ولم يذكرها ابن حبان في الثقات انتهى‏.‏ ونوزع بما فيه طول والتوسط ما جزم به النووي من أنه حسن‏.‏

6859 - ‏(‏كان له قصعة‏)‏ بفتح القاف بضبط المصنف وفي المصباح بالفتح معروفة عربية وقيل معربة ‏(‏يقال لها الغراء‏)‏ تأنيث الأغر من الغرة وهي بياض الوجه وإضاءته أو من الغرّة وهي الشيء النفيس المرغوب فيه أو لغير ذلك ‏(‏يحملها أربع رجال‏)‏ بينهم لعظمها وتمامه عند مخرجه أبي داود فلما أضحوا وسجدوا الضحى أي صلوها أتى بتلك القصعة وقد ثرد فيها فالتفوا عليها فلما كثروا جثا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال أعرابي‏:‏ ما هذه الجلسة قال‏:‏ إن اللّه جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جباراً عنيداً ثم قال‏:‏ كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها انتهى‏.‏ وفيه دلالة على سعة كرم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

- ‏(‏د عن عبد اللّه بن بسر‏)‏ رمز لحسنه‏.‏

6860 - ‏(‏كان له مكحلة‏)‏ بضم الميم معروفة وهي من النوادر التي جاءت بالضم وقياسها الكسر لأنها آلة كذا في المصباح وفي شرح الترمذي للحافظ بضم الميم والحاء معاً الوعاء المعروف وهو أحد ما يشذ مما يرتفق به فجاء على مفعل وبابه مفعل بفتح الميم قال‏:‏ ونظيره المدهن والمسعط ‏(‏يكتحل منها‏)‏ بالإثمد عند النوم ‏(‏كل ليلة ثلاثاً في هذه وثلاثاً في هذه‏)‏ قال البيهقي‏:‏ هذا أصح ما في الاكتحال وفي حديث آخر أن الإيتار بالنسبة للعينين‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في اللباس ‏(‏ه‏)‏ كلاهما ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الترمذي في العلل‏:‏ إنه سأل البخاري عنه فقال‏:‏ هو حديث محفوظ اهـ‏.‏ وقال ‏[‏ص 179‏]‏ الصدر المناوي‏:‏ فيه عباد بن منصور ضعفه الذهبي‏.‏

6861 - ‏(‏كان له ملحفة‏)‏ بكسر الميم الملاءة التي تلتحف بها المرأة ‏(‏مصنوعة بالورس‏)‏ بفتح فسكون نبت أصفر يزرع باليمن ويصبغ به أو صنف من الكركم أو يشبهه وملحفة ورسية مصبوغة بالورس ويقال مورسة ‏(‏والزعفران‏)‏ معروف وزعفرت الثوب صبغته بزعفران فهو مزعفر بالفتح اسم مفعول ‏(‏يدور بها على نسائه‏)‏ بالنوبة ‏(‏فإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء‏)‏ الظاهر أن القصد برشها التبريد لأن قطر الحجاز في غاية الحر ويحتمل أنها ترشها بماء ممزوج بنحو طيب كما يفعله النساء الآن وفيه حل لبس المزعفر والمورس ويعارضه بالنسبة للمزعفر حديث الشيخين نهى أن يتزعفر الرجل وبه أخذ الشافعي ولا فرق بين ما صبغ قبل النسج وبعده وأما المورس فذهب جمع من صحبه لحله تمسكاً بهذا الخبر المؤيد مما صح أنه كان يصبغ ثيابه بالورس حتى عمامته لكن ألحقه جمع بالمزعفر في الحرمة‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة نوح القومسي ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وفيه محمد بن ليث قال الذهبي‏:‏ لا يعرف مؤمل بن إسماعيل قال البخاري‏:‏ منكر الحديث وعمارة بن زاذان ضعفه الدارقطني وغيره‏.‏

6862 - ‏(‏كان له مؤذنان‏)‏ يعني بالمدينة يؤذنان في وقت واحد ‏(‏بلال‏)‏ مولى أبي بكر ‏(‏و‏)‏ عمرو بن قيس بن زائدة أو عبد اللّه بن زائدة وكنيته ‏(‏ابن أم مكتوم‏)‏ واسم أم مكتوم عاتكة مات بالقادسية شهيداً ‏(‏الأعمى‏)‏ لا يناقضه خبر البيهقي الصحيح عن عائشة أنه كان له ثلاثة مؤذنين والثالث أبو محذورة لأن الاثنين كانا يؤذنان بالمدينة وأبو محذورة بمكة قال أبو زرعة‏:‏ وكان له رابع وهو سعد القرظ بقباء وأذن له زياد بن الحارث الصدائي لكنه لم يكن راتباً‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ وروى الدارمي أن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أمر نحواً من عشرين رجلاً فأذنوا، وفيه جواز نصب الأعمى للأذان وجواز الوصف بعيب للتعريف لا للتنقيص، واتخاذ مؤذنين لمسجد واحد، ونسبة الرجل لأمه‏.‏

- ‏(‏م عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

6863 - ‏(‏كان لنعله قبالان‏)‏ أي زمامان يجعلان بين أصابع الرجلين والقبال بكسر القاف الزمام الذي يكون بين الأصابع الوسطى والتي تليها يعني كان لكل نعل زمامان يدخل الإبهام والتي تليها في قبال والأصابع الأخرى في قبال آخر‏.‏

- ‏(‏ت عن أنس‏)‏ ظاهر صنيعه أن الترمذي تفرد به عن الستة وهو غفول أو ذهول فقد خرجه سلطان الفن في صحيحه في باب قبالان في نعل عن أنس فسبحان اللّه نعم في الترمذي كان لنعله قبالان مثنى شراكهما فإن كان المصنف قصد عزو هذا إليه فسقط من القلم مثنى شراكهما لم يبعد أو أن النسخ التي وقفنا عليها وقع السقط فيها من الناسخ‏.‏

6864 - ‏(‏كان من أضحك الناس‏)‏ لا ينافيه خبر أنه كان لا يضحك إلا تبسماً لأن التبسم كان أغلب أحواله فمن أخبر به أخبر عن أكثر أحواله ولم يعرج على ذلك لندوره أو كل راو روى بحسب ما شاهد فالاختلاف باختلاف المواطن والأزمان وقد يكون في ابتداء أمره كان يضحك حتى تبدو نواجذه وكان آخراً لا يضحك إلا تبسماً ‏(‏وأطيبهم نفساً‏)‏ ومع ذلك لا يركن إلى الدنيا ولا يشغله شاغل عن ربه بل كان استغراقه في حب اللّه إلى حد بحيث يخاف في بعض ‏[‏ص 180‏]‏ الأحيان أن يسري إلى قلبه فيحرقه وإلى قالبه فيهدمه، فلذلك كان يضرب يده على فخذ عائشة أحياناً ويقول‏:‏ كلميني، ليشتغل بكلامها عن عظيم ما هو فيه لقصور طاقة قالبه عنه وكان طبعه الأنس باللّه، وكان أنسه بالخلق عارضاً رفقاً ببدنه‏.‏ ذكره كله الغزالي‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا في الأوسط ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي رمز المصنف لحسنه‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف‏.‏

6865 - ‏(‏كان من أفكه الناس‏)‏ أي من أمزحهم إذا خلا بنحو أهله، والفكاهة المزاحة ورجل فكه ذكره الزمخشري وفي حديث عائشة إني لطخت وجه سودة بحريرة ولطخت سودة وجه عائشة فجعل يضحك‏.‏ رواه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة وأبو يعلى بإسناده‏.‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ جيد‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أنس‏)‏ ورواه الحسن بن سفيان في مسنده عنه أيضاً، والطبراني وزاد مع صبي، والبزار وزاد مع نسائه‏.‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ وفيه ابن لهيعة وقد تفرد به‏.‏

6866 - ‏(‏كان مما يقول للخادم ألك حاجة‏؟‏‏)‏ أي كان كثيراً ما يقول ذلك‏.‏ قال عياض‏:‏ عن ثابت قال‏:‏ كأنه يقول هذا من شأنه ودأبه فجعل ما كناية عن ذلك، وعن بعضهم‏:‏ أن معنى ما هنا ربما، وربما تأتي للتكثير اهـ‏.‏ قال القرطبي‏:‏ وهذا كلام جملي لم يحصل منه بيان تفصيلي فإن هذا الكلام من السهل جملة الممتنع تفصيلاً، وبيانه أن اسم كان مستتر فيها يعود على النبي صلى اللّه عليه وسلم وخبرها في الجملة بعدها وذلك أن ما بمعنى الذي وهي مجرورة بمن وصلتها يقول والعائد محذوف والمحذوف خبر المبتدأ والتقدير كان من جملة القول الذي يقوله هذا القول ويجوز أن تكون مصدرية والتقدير كان النبي صلى اللّه عليه وسلم من جملة قوله ألك إلخ، ومن الوجهين استفهام محلي قال‏:‏ وأبعد ما قيل فيها قول من قال إن من بمعنى ربما إذ لا يساعده اللسان ولا يلتئم مع تكلفه الكلام اهـ‏.‏ وقال ابن حجر‏:‏ لا اتجاه لقول الكرماني في نحو ما موصول أطلق على من يعقل مجازاً لتصريحهم بأن من إذا وقع بعدها ما كانت بمعنى ربما وهي تطلق على الكثير كالقليل، وفي كلام سيبويه تصريح به في مواضع‏.‏ قال ابن عربي‏:‏ قد خص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم برتبة الكمال في جميع أموره ومنها الكمال في العبودية فكان عبداً صرفاً لم يقم بذاته ربانية على أحد وهي التي أوجبت له السيادة على كل أحد وهي الدليل على شرفه على الدوام‏.‏

- ‏(‏حم عن رجل‏)‏ خادم له صلى اللّه عليه وسلم رمز المصنف لحسنه‏.‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح اهـ‏.‏ ثم اعلم أن قول المصنف عن رجل من تصرفه والذي في مسند أحمد عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم النبي صلى اللّه عليه وسلم رجل أو امرأة كذا قال فأبدله المصنف برجل فوهم بل لو لم يقل رجل أو امرأة كان قول المصنف رجل خطأ لأن الخادم يطلق على الذكر والأنثى كما صرح به غير واحد من أهل اللغة ثم إن هذا ليس هو الحديث بكماله بل له عند مخرجه أحمد تتمة ولفظه كان النبي صلى اللّه عليه وسلم مما يقول للخادم ألك حاجة‏؟‏ حتى كان ذات يوم قال‏:‏ يا رسول اللّه حاجتي قال‏:‏ وما حاجتك قال‏:‏ حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة قال‏:‏ من دلك على هذا‏؟‏ قال‏:‏ ربي عز وجل قال‏:‏ أما لا بد فأعني بكثرة السجود، قال الزين العراقي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

6867 - ‏(‏كان له ناقة تسمى العضباء‏)‏ بفتح فسكون، والجدعاء ولم يكن بها عضب ولا جدع وإنما سميت بذلك وقيل كان بأذنها عضب وهي العضباء، والجدعاء واحدة أو اثنتان خلاف، والعضباء هي التي كانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين فقال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ إن حقاً على اللّه أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه ‏[‏ص 181‏]‏ وغنم يوم بدر جملاً مهرياً لأبي جهل في أنفه برة من فضة فأهداها يوم الحديبية ليغيظ المشركين ‏(‏وبغلته الشهباء وحماره يعفور‏)‏ بمثناة تحتية وعين مهملة ساكنة وفاء مضمومة ‏(‏وجاريته خضرة‏)‏ بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين‏.‏

- ‏(‏هق عن جعفر بن محمد‏)‏ بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالصادق فقيه إمام ‏(‏عن أبيه‏)‏ محمد ‏(‏مرسلاً‏)‏‏.‏

6868 - ‏(‏كان وسادته‏)‏ بكسر الواو مخدته ‏(‏التي ينام عليها بالليل من أدم‏)‏ بفتحتين جمع أدمة أو أديم وهو الجلد المدبوغ الأحمر أو الأسود أو مطلق الجلد ‏(‏حشوها‏)‏ بالفتح أي الوسادة وفي رواية حشوه أي الأدم باعتبار لفظه وإن كان معناه جمعاً فالجملة صفة لأدم ‏(‏ليف‏)‏ هو ورق النخل وفيه إيذان بكمال زهده وإعراضه عن الدنيا ونعيمها وفاخر متاعها وحل اتخاذ الوسادة ونحوها من الفرش والنوم عليها وغير ذلك قالوا‏:‏ لكن الأولى لمن غلبه الكسل والميل للدعة والترفه أن لا يبالغ في حشو الفراش لأنه سبب لكثرة النوم والغفلة والشغل عن مهمات الخيرات

- ‏(‏حم د ت ه عن عائشة‏)‏‏.‏

6869 - ‏(‏كان لا يأخذ بالقرف‏)‏ بفتح القاف وسكون الراء وفاء، أي بالتهمة ولفظ رواية أبي نعيم بالقرف أو القرص على الشكل والقارصة الكلمة المؤذية ‏(‏ولا يقبل قول أحد على أحد‏)‏ وقوفاً مع العدل لأن ما يترتب عليه موقوف على ثبوته عنده بطريقة المعتبر‏.‏

- ‏(‏حل‏)‏ من حديث قتيبة بن الدكين الباهلي عن الربيع بن صبيح عن ثابت ‏(‏عن أنس‏)‏ أنه قيل له إن ههنا رجلاً يقع في الأنصار فقال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكره قال‏:‏ مخرجه أبو نعيم وحديث الربيع عن ثابت غريب لم نكتبه إلا من حديث قتيبة اهـ‏.‏

6870 - ‏(‏كان لا يؤذن له في العيدين‏)‏ فلا أذان يوم العيدين ولا إقامة ولا نداء في معناهما فلا ينافي ما ذهب إليه الشافعية من ندب‏:‏ الصلاة جامعة، والعيد من العود لتكرره كل عام أو لعود السرور فيه أو لكثرة عوائد اللّه أي أفضاله على عباده فيه أو لغير ذلك‏.‏

- ‏(‏م د ت عن جابر بن سمرة‏)‏‏.‏

6871 - ‏(‏كان لا يأكل الثوم‏)‏ بضم المثلثة أي النيء ‏(‏ولا الكراث‏)‏ بضم الكاف ‏(‏ولا البصل‏)‏ كذلك ‏(‏من أجل أن الملائكة تأتيه وأنه يكلم جبريل‏)‏ فكان يكره أكل ذلك خوفاً من تأذي الملائكة به‏.‏

- ‏(‏حل خط‏)‏ وكذا الدارقطني في غرائب مالك كلهم ‏(‏عن أنس‏)‏ ثم قال الخطيب‏:‏ تفرد به محمد بن إسحاق البكري بهذا الإسناد وهو ضعيف ومحمد بن حميد بن سهيل أي أحد رجاله ضعيف وكان فيه تساهل شديد اهـ‏.‏ وقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ضعفه ابن الجوزي‏.‏

6872 - ‏(‏كان لا يأكل الجراد، ولا الكلوتين، ‏(‏‏[‏بضم الكاف لقربهما من الفضلات‏.‏‏]‏ ولا الضب،‏[‏أي كان عليه السلام يعاف المذكورات من غير أن يحرمها وقد أكل الضب على مائدته‏]‏ من غير أن يحرمها‏)‏‏[‏هذا الحديث لم يرد في شرح المتن‏]‏

- ‏(‏ابن صصري في أماليه عن ابن عباس‏)‏ ـ ‏(‏ض‏)‏‏.‏

6873 - ‏(‏كان لا يأكل متكئاً‏)‏ أي مائلاً إلى أحد شقيه معتمداً عليه وحده لأن المراد الاعتماد على وطاء تحته مع ‏[‏ص 182‏]‏ الاستواء كما وهم فقول البعض الاتكاء هنا لا ينحصر في الماء بل يشمل الأمرين متعقب بالرد وحكمة كراهة الأكل متكئاً أنه فعل المتكبرين شوقاً وشفقاً بالطعام ‏(‏ولا يطأ عقبه‏)‏ لا يمشي خلفه ‏(‏رجلان‏)‏ ولا أكثر كما يفعل الملوك يتبعهم الناس كالخدم قال الزين العراقي‏:‏ وروى ابن الضحاك في الشامل عن أنس بسند ضعيف كان إذا قعد على الطعام استوفز على ركبته اليسرى وأقام اليمنى كما يفعل العبد وروى أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ بسند جيد عن أبيِّ أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يجثو على ركبتيه وكان لا يتكئ‏.‏

- ‏(‏د عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص رمز لحسنه‏.‏

6874 - ‏(‏كان لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها‏:‏ للشاة‏)‏ أي لأجل قصة الشاة ‏(‏التي أهديت له‏)‏ وسم فيها يوم خيبر فأكلوا منها فمات بعض أصحابه وصار المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يعاوده الأذى منها حتى توفاه اللّه إلى كرامته‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا البزار ‏(‏عن عمار بن ياسر‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رواه عن شيخه إبراهيم بن عبد اللّه الجرمي وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني وفيه من لم أعرفه وذكره في موضع آخر وقال‏:‏ رجاله ثقات‏.‏

6875 - ‏(‏كان لا يتطير‏)‏ أي لا يسيء الظن باللّه ولا يهرب من قضائه وقدره ولا يرى الأسباب مؤثرة في حصول المكروه كما كانت العرب تعتقده ‏(‏ولكن‏)‏ كان ‏(‏يتفاءل‏)‏ أي إذا سمع كلاماً حسناً تيمن به تحسيناً لظنه بربه قال في المصباح‏:‏ الفأل بسكون الهمزة وتخفف أن يسمع كلاماً حسناً يتيمن به وإن كان قبيحاً فهو الطيرة وجعل أبو زيد الفأل في سماع الكلامين قال القرطبي‏:‏ وإنما كان يعجبه الفأل لأنه تنشرح له النفس ويحسن الظن باللّه وإنما يكره الطيرة لأنها من أعمال أهل الشرك وتجلب سوء الظن باللّه‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ في النوادر ‏(‏والبغوي‏)‏ في المعجم ‏(‏عن بريدة‏)‏ بن الحصيب ورواه عنه أيضاً قاسم بن أصبغ وسكت عليه عبد الحق مصححاً له قال ابن القطان‏:‏ وما مثله يصحح فإن فيه أوس بن عبد اللّه بن بريدة منكر الحديث وروى أبو داود عنه قوله كان لا يتطير قال‏:‏ وإسناده صحيح‏.‏

6876 - ‏(‏كان لا يتعار‏)‏ أي ينتبه ‏(‏من الليل إلا أجرى السواك على فيه‏)‏ أي تسوك به وإن تعدد انتباهه فيسن ذلك لكل أحد‏.‏

- ‏(‏ابن نصر‏)‏ في كتاب الصلاة ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأشهر ولا أحق بالعزو من ابن نصر وهو عجب فقد رواه هكذا أبو يعلى والطبراني في الكبير قال الهيثمي‏:‏ وسنده ضعيف وفيه من لم يسم‏.‏

6877 - ‏(‏كان لا يتوضأ بعد الغسل‏)‏ يعني كان إذا توضأ قبله لا يأتي به ثانياً‏.‏

- ‏(‏حم ت ن ه ك عن عائشة‏)‏‏.‏

6878 - ‏(‏كان لا يتوضأ من موطئ‏)‏ بفتح الميم وسكون الواو وكسر الطاء مهموز ما يوطأ من الأذى في الطريق أي لا يعيد الوضوء للأذى إذا أصاب رجله والمراد الوضوء الشرعي وقيل اللغوي فيكون معناه لا يغسل رجله من نحو طين الشارع‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه أبو قيس محمد بن سعيد المصلوب ضعيف جداً‏.‏

6879 - ‏(‏كان لا يجد من الدقل‏)‏ بفتحتين رديء التمر ويابسه فضلاً عن أفضل منه ‏(‏ما يملأ بطنه‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ الدقل تمر رديء لا يتلاصق فإذا نثر تفرق وانفردت كل تمرة عن أختها وهذا مسوق لما كان عليه من الإعراض عن الدنيا وعدم ‏[‏ص 183‏]‏ الاهتمام بتحصيل ملاذها ونعيمها‏.‏

- ‏(‏طب عن النعمان بن بشير‏)‏ ورواه عنه الحاكم وزاد في آخره وهو جائع وقال‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي‏.‏

6880 - ‏(‏كان لا يجيز على شهادة الإفطار‏)‏ أي من رمضان ‏(‏إلا رجلين‏)‏ فلا يثبت هلال شوال إلا بشهادة رجلين وكان يكتفي في ثبوت هلال رمضان بشهادة واحد احتياطاً فيهما وهذا هو المفتى به عند الشافعية‏.‏

- ‏(‏هق عن ابن عباس وابن عمر‏)‏ بن الخطاب رمز لحسنه وليس كما قال فقد قال ابن حجر‏:‏ فيه حفص بن عمر الأيلي ضعيف انتهى ورواه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي‏:‏ وفيه عنده حفص هذا وهو ضعيف جداً ورواه الدارقطني بالفظ المذكور ثم قال‏:‏ تفرد به حفص بن عمر الأيلي أبو إسماعيل وهو ضعيف الحديث وبه عرف ما في رمز المصنف لحسنه‏.‏

6881 - ‏(‏كان لا يحدث حديثاً‏)‏ وفي رواية بحديث ‏(‏إلا تبسم‏)‏ أي ضحك قليلاً بلا صوت‏.‏ قال في المصباح‏:‏ التبسم الضحك من غير صوت قال بعضهم‏:‏ جعله من الضحك مجازاً إذ هو مبدأه فهي بمنزلة السنة من النوم قال في الكشاف‏:‏ وكذلك ضحك الأنبياء لم يكن إلا تبسماً انتهى فبين بذلك أنه ليس من خصوصياته‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي الدرداء‏)‏ رمز المصنف لحسنه وليس بمسلم فقد قال الهيثمي‏:‏ فيه حبيب بن عمرو قال الدارقطني‏:‏ مجهول‏.‏

6882 - ‏(‏كان لا يخرج‏)‏ لصلاة العيد ‏(‏يوم الفطر‏)‏ أي يوم عيده ‏(‏حتى يطعم‏)‏ بفتح الياء والعين ‏(‏ولا يطعم يوم النحر‏)‏ وفي رواية يوم الأضحى ‏(‏حتى يذبح‏)‏ لفظ رواية الحاكم حتى يرجع وزاد الدارقطني وأحمد فيأكل من الأضحية وفي رواية فيأكل من نسيكته فيسن الأكل قبل الخروج لصلاة عيد الفطر وتركه في الأضحى ليتميز اليومان عما قبلهما إذ ما قبل يوم الفطر يحرم فيه الأكل بخلاف ما قبل يوم النحر وليعلم نسخ تحريم الفطر قبل صلاته فإنه كان محرماً قبلها أول الإسلام بخلاف ما قبل صلاة النحر أو ليوافق الفقراء في الحالين لأن الظاهر أنه لا شيء لهم إلا من الصدقة وهي سنة في الفطر قبل الصلاة وفي النحر إنما تكون بعدها ويكره ترك ذلك كما في المجموع عن النص‏.‏

- ‏(‏حم ت ه ك‏)‏ عن أبي عاصم عن ثواب بن عبيد اللّه عن أبي بريدة عن أبيه بريدة‏.‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح وثواب لم يجرح بما يسقطه وقال الترمذي‏:‏ غريب وثواب قال محمد يعني البخاري‏:‏ ما أعرف له غير هذا الحديث وأنكر أبو زرعة وأبو حاتم توثيقه‏.‏

6883 - ‏(‏كان لا يدخر شيئاً‏)‏ أي لا يجعل شيئاً ذخيرة لسماحة نفسه وفيض كفه ومزيد ثقته بربه ‏(‏لغد‏)‏ أي ملكاً بل تمليكاً ولا ينافيه أنه ادخر قوت سنة لعياله فإنه كان خازناً قاسماً فلما وقع المال بيده قسم لعياله مثل ما قسم لغيرهم فإن لهم حقاً فيما أفاء اللّه به على المسلمين وهم لا تطمئن نفوسهم إلا بإحرازه عندهم فلم يكلفهن ما ليس في وسعهن على أنه وإن ادخر فليس هو وبقية الأنبياء مثل غيرهم فإن شهوتهم قد ماتت ونفوسهم قد اطمأنت والمحذور الذي لأجله منع الادخار وهو الاتكال على ما في الجراب وعدم التعرض لفيض الوهاب مفقود في أولئك لإشراق قلوبهم بالمعارف النورانية واشتغال حواسهم بالخدم السبحانية فهم في شغل عما أحرزوا وقد ارتفعت فكرهم عن شأن الأرزاق وتعلقت قلوبهم بخالقها فقالوا حسبنا اللّه‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في الزهد من حديث قطن بن بشير عن جعفر بن سليمان عن ثابت ‏(‏عن أنس‏)‏ قال ابن عدي‏:‏ كان قطن يسرق الحديث وهذا يعرف بسرقة قطن قال الذهبي‏:‏ هذا ظن وتوهم وإلا فقطن مكثر عن جعفر انتهى‏.‏ وقال المناوي‏:‏ سند الحديث جيد‏.‏

‏[‏ص 184‏]‏ 6884 - ‏(‏كان لا يدع أربعاً‏)‏ من الركعات أي صلاتهن ‏(‏قبل الظهر‏)‏ أي لا يترك صلاة أربع ركعات قبله يعني غالباً ولا ينافيه قوله في رواية ركعتين لأنه كان يصلي تارة أربعاً وتارة ركعتين ‏(‏وركعتين قبل الغداة‏)‏ أي الصبح وكان يقول‏:‏ إنهما خير من الدنيا وما فيها‏.‏

- ‏(‏خ د عن عائشة‏)‏‏.‏

6885 - ‏(‏كان لا يدع قيام الليل‏)‏ يعني التهجد فيه ‏(‏وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً‏)‏ ومع ذلك فصلاته قاعداً كصلاته قائماً في مقدار الأجر بخلاف غيره فإن صلاته قاعداً على النصف من صلاة القائم‏.‏

- ‏(‏د ك عن عائشة‏)‏‏.‏

6886 - ‏(‏كان لا يدع ركعتي الفجر‏)‏ أي صلاة سنة الصبح ‏(‏في السفر ولا في الحضر ولا في الصحة ولا في السقم‏)‏ بفتحتين المرض أو الطويل فيه إشعار بأنهما أفضل الرواتب وهذا مذهب الشافعية بل قال الحسن البصري بوجوبهما لكن منع بخبر هل عليّ غيرها‏؟‏ قال لا إلا أن تطوع‏.‏

- ‏(‏خط عن عائشة‏)‏ وفيه عبد اللّه بن رجاء قال الذهبي عن الفلاس‏:‏ صدوق كثير الغلط والتصحيف وعمران القطان قال الذهبي‏:‏ ضعفه أحمد والنسائي وقابوس بن أبي ظبيان أورده الذهبي في الضعفاء أيضاً وقال النسائي وغيره‏:‏ غير قوي‏.‏

6887 - ‏(‏كان لا يدع صوم أيام البيض‏)‏ أي أيام الليالي البيض الثالث عشر وتالياه وهو على حذف مضاف أي أيام الليل البيض سميت بيضاً لأن القمر أولها إلى آخرها ‏(‏في سفر ولا حضر‏)‏ أي كان يلازم صومها فيهما‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ رمز لحسنه‏.‏

6888 - ‏(‏كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربون عنه‏)‏ ببناء يدفع ويضرب للمفعول وذلك لشدة تواضعه وبراءته من الكبر والتعاظم الذي هو من شأن الملوك وأتباعهم قال ابن القاضي‏:‏ وفيه أن أصحاب المقارع بين يدي الحكام والأمراء محدثة مكروهة كما ورد في خبر رأيت المصطفى صلى اللّه عليه وسلم على ناقته لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك وأخذ منه أن المفتي أو المدرس ينبغي له أن لا يتخذ نقيباً جافياً غليظاً بل فطناً كيساً درباً يرتب الحاضرين على قدر منازلهم وينهى عن ترك ما ينبغي فعله أو فعل ما ينبغي تركه ويأمر بالإنصات للدرس وعلى العالم سماع السؤال من مورده على وجهه ولو صغيراً‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ رمز المصنف لحسنه‏.‏

6889 - ‏(‏كان لا يراجع بعد ثلاث‏)‏ أي غالباً أو من أكابر أصحابه وخاصته وإلا فقد ورد أن جماعة من المؤلفة قلوبهم أكثروا سؤاله حتى غضب فعاملهم بما يليق بعلي شأنه من الحلم والاحتمال وإكثار مراجعته ومغاضبته لا توجب سفك دم إلا أن يصدر ذلك عن كفر أو عناد كذا في المطامح‏.‏ وأخذ منه أن المفتي أو المدرس إذا أجاب بجواب لا يراجع فيه بعد ثلاث فإن روجع فوقها فينبغي له زجره كما يزجر من تعدى في بحثه أو ظهر منه فيه لدد أو سوء أدب أو صياح بلا فائدة أو ترك إنصاف بعد ظهور الحق أو إساءة أدب على غيره أو ترفع في المجلس على من هو أحق به أو تحدث مع غيره أو ضحك أو استهزاء أو فعل شيء مما يخل بأدب الطلب مما هو معروف عند ذوي الرتب‏.‏

- ‏(‏ابن قانع‏)‏ في معجم ‏[‏ص 185‏]‏ الصحابة ‏(‏عن زياد بن سعد‏)‏ السلمي قال‏:‏ حضرت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض أسفاره وكان لا يراجع إلخ قال ابن الأثير‏:‏ كذا جعله ابن قانع من الصحابة والمشهور بالصحبة أبوه وجده ذكره الأندلسي اهـ ورواه أحمد ابن أبي حدرد وجابر في حديث طويل قال الحافظ العراقي‏:‏ وإسناده حسن اهـ ومن ثم رمز المصنف لحسنه‏.‏

6890 - ‏(‏كان لا يرد الطيب‏)‏ لنه كما في خبر مسلم خفيف المحمل طيب الريح ولا منة في قبوله ومن العلة أخذ أن المراد بالطيب الريحان بل نص خبر مسلم من عرض عليه ريحان إلخ ووجهه أنه هو الذي يتسامح به وتخف مؤونته بخلاف نحو مسك وعنبر وغالية كما نبه عليه ابن القيم‏.‏